وطنية

الخضري: فساد “أطباء مغاربة” قائم .. بوبكري: التشكيك مرفوض

المصدر : هسبريس

أعاد السجال الذي أثاره ردّ فعل الأطباء إزاء تطرق الإذاعي محمد عمورة، في برنامج “حْضي راسك” الذي يُبث على أمواج الإذاعة الوطنية، بلجوئهم إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وانحياز وزير الصحة أنس الدكالي إلى صفوفهم، إلى الواجهة سؤال “حصانة” الأطباء، وعدم قبولهم لأي نقد يطالهم من طرف أي جهة كانت.

ففي شهر مايو الماضي، هاجم الأطباء بشدة زهير الشرفي، الكاتب العام لوزارة المالية، بعد تصريحه خلال المناظرة الوطنية للجبايات بمدينة الصخيرات بأنّ بعض الأطباء يتهربون من أداء الضرائب، وقررت إحدى الجمعيات الممثلة للمصحات الخاصة مقاضاته بداعي “التشهير بالأطباء”.

وواكب الردَّ الجديد للأطباء على الإذاعي محمد عمورة تعاطفٌ واسع مع هذا الأخير، من هيئات مدنية، ومواطنين تساءلوا ما إذا كان الأطباء فوق القانون وفوق النقد، في حين لجأ بعضهم إلى نشر تفاصيل ما تعرضوا له من ممارسات غير قانونية داخل المصحات الخاصة، وفي مقدمتها الأداء دون الحصول على فاتورة، أو ما يعرف بـ”النوار”.

في هذا السياق، قال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إنّ الحديث عن وجود مظاهر الفساد داخل الجسم الطبي في المغرب الذي أثاره الإذاعي عمورة، “لم يأتِ من فراغ، بل إن المذيع المقتدر تحدث من صلب واقع مرير يعاني منه المواطنون أشد المعاناة”.

وذهب الخضري إلى القول إنّ الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، التي لجأت إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري للاحتجاج على الإذاعي عمورة، كان من المفترض فيها “أنْ تقاوم الفساد داخل جسمها حتى تحمي الرسالة الإنسانية التي على عاتقها، وتحافظ على سمعة أعضائها، بدل اعتماد سياسة التعتيم ومحاربة فاضحي الفساد”.

في المقابل، قال محمد بوبكري، رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ الهيئة ليست ضدّ حرية التعبير والرأي، “وإنها مع الرسالة الإعلامية الشريفة التي تؤدي دورها في توعية المواطنين، لكن ما جعلنا نلجأ إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري هو أن حلقة برنامج الإعلامي عمورة، الذي نحترمه ونقدر مساره المهني المشرّف، خلفت تشكيكا وريبة لدى المواطنين إزاء الأطباء”.

وبالرغم من أنّ الإذاعي عمورة أشار في برنامجه إلى أنّه لا يضع كل الأطباء في سلّة واحدة، فإن رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء يرى أنّ الحلقة الأخيرة من برنامج “حضي راسك”، “كُرّس أغلب زمنها لتحذير المواطنين من الأطباء، ونُصحهم بالبحث في موقع غوغل للتأكد من الإرشادات والنصائح التي يقدمونها للمرضى، وهذا يضرب المسار الدراسي والعلمي والتكويني الذي يخضع له الأطباء، ويجعل المواطن يتوجّس من أي طبيب، كيفما كان، ويخلق الشك والريبة إزاء جميع الأطباء”.

ولم ينفِ بوبكري وجود ممارسات غير سوية وسط الأطباء، بل أكد ذلك بقوله: “ليس جميع الأطباء ملائكة، وإلا لما كانت هناك أصلا هيئات مؤطرة لهذا القطاع، وهذا راجع إلى الهفوات البنيوية التي يعرفها قطاع الصحة”، مضيفا: “نحن مع الانتقادات البناءة من أجل الارتقاء بالمنظومة الصحية نحو مستوى أفضل”.

وجوابا على سؤال حول سبب عدم تقبّل الأطباء لتصريحات الكاتب العام لوزارة المالية، بعد اتهام بعضهم بالتهرب الضريبي، قال بوبكري: “نحن في الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء لم نهاجم الكاتب العام لوزارة المالية، بل قمنا بوساطة بين الوزارة وبين نقابات الأطباء”.

من جهته، نبّه عبد الإله الخضري إلى أنّ مظاهر الفساد الموجودة وسط ممتهني مهنة الطب “هي جزء من الفساد الذي ينخر بلادنا بشكل كبير”، قبل أن يستدرك بأن مهنة الطب “أشد المهن حساسية إزاء مظاهر الغش والأخطاء المهنية الخطيرة، لأنها تعني ببساطة إزهاق أرواح كان من الممكن إنقاذها، أو عدم معافاة أشخاص كان من الممكن شفاؤهم”.

وأشار الفاعل الحقوقي إلى أنّ المركز المغربي لحقوق الإنسان “يعبر عن تضامنه المطلق مع الإعلامي الكبير محمد عمورة، ويدين التفاعل السلبي للسيد وزير الصحة مع صرخات المذيع، ونطالبه بالعدول عن طلبه، وبدلا من ذلك نطالبه بالتحقيق في كل هذه السلوكيات، والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه ممارسة الفساد في مهنة الطب ومهن التمريض الموازية”.

وخلص الخضري إلى تأييد الخلاصة التي تتمخض عنها النقاشات الدائرة حاليا حول وجود “مظاهر فساد” وسط الجسم الطبي بعدم التعميم، قائلا: “بخصوص فساد بعض ممتهني الطب لا يمكن تعميم هذا الفساد على جميع الأطباء، ولكن في المقابل نرفض بالمطلق التعتيم وتكميم أصوات الشرفاء من مختلف المنابر”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق