تكريم أسطورة فن السيرك المغربي “ميتو” في السويد
قامت “جمعية ميتو المغربية لفنون السيرك”، والتي تعنى بالأطفال واليافعين، بزيارة للسويد بدعوة من “جمعية الأوركسترا العالمية” في منطقة “يودبرو” بمدينة ستوكهولم الكبرى.
الهدف من الزيارة هو الحصول على دعم من المعهد السويدي لتمويل نشاط الجمعية في مدينة العرائش، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي شمال المغرب، وأيضاً لتكريم أسطورة فن السيرك المغربي عبد الحميد أخزان المعروف بـ “ميتو”، والبالغ من العمر 68 عاماً.
قدمنا للسويد للتنسيق مع جمعية يودبرو، في أفق تنظيم مهرجان كبير لفنون السيرك والألعاب البهلوانية في مدينة العرائش بالمغرب، في إطار مشروع على مدى ثلاث أو أربع سنوات. يقول أخزان
ويعتبر عبد الحميد أخزان رائد السيرك المغربي، أبرز شخصية في العمل الجمعوي بمدينة العرائش، حيث قدم العديد من الأبطال في مجال هذا الفن، انتشروا في العديد من أنحاء دول العالم. كما أن بعضهم وصل للعالمية في مدارس السيرك.
اهتم أخزان الأسطورة “ميتو”، على مدار سنوات، بالأطفال واليافعين، وكان يزور الأسر العرائشية في المناطق المهمشة للحصول على إذن لالتحاق أطفالهم بأنشطته، بهدف تجنيبهم السقوط في الفراغ القاتل.
يذكر أن “جمعية الأوركسترا العالمية” بـ يودبرو المعروفة اختصار بـ (JVO)، عملت مع جمعية “ميتو” لفنون السيرك والألعاب الرياضية البهلوانية في المغرب العام الماضي، على مشروع تجريبي، بهدف التحضير لمشروع أطول مشترك بينهما في الفترة الممتدة ما بين 2018-2020. حيث استفادتا من دعم قدر بحوالي 100 ألف كرونة سويدية من المعهد السويدي، وبتمويل من منظمة المساعدات الخارجية السويدية “سيدا”. والآن تأمل الجمعيتين الحصول على مليون كرونة سويدية بهدف إنجاز مشروع أطول مشترك، يقول يسبير فيرنير المسؤول عن برنامج “القوة الإبداعية Creative Force” في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والذي أطلقه المعهد السويدي منذ سنة2012:
أعتقد أن “جمعية ميتو” المغربية وجمعية “الأوركسترا العالمية” السويدية، قدما ملفاً مقنعاً للحصول على الدعم. هذا الأمر اتضح من خلال طلبهما السابق العام الماضي، الذي أكسبهما الخبرة لتقديم طلب جيد هذا العام، كما أن “جمعية الأوركسترا العالمية” قد راكمت تجربة مهمة في هذا المجال، بحكم عملها على ترسيخ مبادئ المساواة في البلدين بالتعاون مع منظمة مغربية في الأعوام القليلة الماضية.
هذا وتوصل المعهد السويدي بداية هذا العام بحوالي 100 طلب من جمعيات المجتمع المدني التي تهتم بحقوق الإنسان، للحصول على الدعم. من بينهم 40 طلباً من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويحصل سنوياً ما بين 15 و20 طلباً على دعم من منظمة سيدا. حيث تُخصص المنظمة لهذا البرنامج حوالي 4 ملايين كرونة سويدية سنوياً. ومن شروط الحصول على هذه المنح هو تعاون منظمة أو جمعية سويدية من داخل السويد، مع منظمات وجمعيات في المغرب العربي أو الشرق الأوسط، بهدف إطلاق مشروع أو نشاط يسعى للتغيير الإيجابي لترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير يقول فيرنير.
يوران ليدبرينك، منتج موسيقي ورئيس المشروع والأنشطة، بـ “جمعية الأوركسترا العالمية”، زار مدنية العرائش المغربية، للتعرف على فكرة إنشاء جمعية لفنون السيرك والألعاب البهلوانية، أبدى إعجابه بالفكرة، وبالأسطورة عبد الحميد أخزان الشهير بـ “ميتو”:
لقد تابعت هذه الأنشطة الرائعة في العرائش، وتابعت كيف يتجمهر الأطفال على عبد الحميد أخزان في الشارع لمعانقته والحديث معه. كما تابعت التدريبات التي يشارك فيها عدد كبير من مختلف الأعمار من الجنسين. والهدف من هذا المشروع هو تنمية الجانب الاجتماعي لهذه الشريحة في مدنية العرائش.
أشعر بالفخر لأنني حظيت بالتعرف على هؤلاء الأشخاص الرائعين، وخصوصاً شخصية “ميتو”، والعمل الكبير الذي يقوم به عبد الحميد أخزان لصالح أطفال وشباب المغرب بصفة عامة، والعرائش بصفة خاصة.
يذكر أن جمعية “ميتو” حظيت بهذا الدعم من طرف جمعية “الأوركسترا العالمية” في السويد، نظراً للخدمات التي قدمها عبد الحميد أخزان لأطفال وشباب العرائش على مدار نصف قرن من الزمن في فنون السيرك والألعاب البهلوانية، حيث وصل عدد كبير ممن تتلمذوا على يده إلى العالمية. ذلك دون الحصول على أي دعم تقريباً من طرف السلطات.
لكن وبسبب مبادراته الشخصية التي انطلقت سنة 1967، ارتأت “جمعية الأوركسترا العالمية”، التعاون مع جمعيته، لتنتقل الشعلة في المستقبل لقيادات شبابية جديدة، في أفق تطوير هذا العمل الإنساني الرياضي، وضمان استمرار ظاهرة “ميتو”.
ويرى يسبير فيرنير أن جل المشاريع التي استفادت من منح المعهد السويدي عن طريق منظمة “سيدا” حققت النجاح، باستثناء بعض المشاريع القليلة التي سُجلت في بلدان مثل سوريا واليمن، بسبب الوضع الأمني غير المستقر. وأضاف بالقول إن مثل هذه المشاريع في المناطق المهمشة بالمجتمعات الشرق أوسطية أو الإفريقية، يمكن أن ترتقي بنمو الأطفال واليافعين على المستوى الاجتماعي والثقافي، ويمكن أن تساهم في ثني الأطفال واليافعين عن التفكير في الهجرة السرية نحو أوروبا:
الطلب المُقدم تطرق للمشاكل الاجتماعية التي يعيشها الأطفال في المناطق المهمشة بالعرائش بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للعائلات، وهي أسباب قد تؤدي للتطرف أو مشاكل أخرى مرتبطة بالفقر أساساً، كالهجرة السرية نحو أوروبا. وبالتالي فمثل هذه الأنشطة ستُجنب الأطفال السقوط في براثن الانحراف وغيرها من الأنشطة غير المرغوب فيها.
يذكر أن ممثلين عن جمعية “ميتو” العرائشية، قاموا بزيارة لسفارة السويد في العاصمة المغربية الرباط، حيث استمعت السفيرة إريكا فيرير لمبادرة الجمعية بحضور يوران ليدبرينك عن الجمعية السويدية حيث أبدت السفيرة إعجابها بهذه الأنشطة والتعاون المشترك بين الطرفين. وكان الهدف من اللقاء هو تقديم دعم معنوي للطرفين قبل قدومهما للسويد.
أما عبد الحميد أخزان الذي كرس حياته للاهتمام بالأطفال والشباب، فلقد حظي أخيراً بتكريم يليق به في السويد من طرف “جمعية الأوركسترا العالمية”. ويعتقد أخزان “ميتو” أن فنون السيرك والألعاب البهلوانية بالإضافة إلى للكشفية تعتبران “مدرسة اللحياة”. ولهذا استمر في هذا الدرب لأكثر من نصف قرن، بهدف المساهمة في تهديب الشباب والأطفال في المدينة. مع العلم أن جمعيته تهتم بفنون السيرك والألعاب البهلوانية والكشفية. حيث اختتم “ميتو” حديثه مع الإذاعة السويدية بالقول.
الكشفية مدرسة الحياة، والرياضة تنمية بشرية. العقل السليم في الجسم السليم.
عبد العزيز معلوم
abdelaziz.maaloum@sverigesradio.se