هكذا يبدع شباب العرائش في تنمية التآزرالاجتماعي .. حريق منزل بحي المحصحص نموذجا
أنوار الشرادي
أصبحت وسائل التكنولوجيا في مجال الإعلام والتواصل من المواد اليومية الضرورية التي لايمكن الاستغناء عليها في عصرنا هذا ،وأنها بمثابة صلة وصل في تأمين العلاقات الشخصية والعائلية مهما بعد المسافات ،هكذا تساهم وسائل الإتصال الحديثة في ربط الصداقة الاجتماعية وتعزيز أواصر التكافل بين أفراد المجتمع .
مؤخرا ،انبثقت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات شبابية ولكنها تأسست من وسط العالم الافتراضي،تنشط في المجال العمل الإنساني والخيري الاجتماعي ،فأضحت لاحقا فاعلا أساسيا في المجتمع ، ويتجلى دورها في تقديم يد العون والمساعدة للفئات الفقير والمحتاجة،وأطلقت معيارالتحدي في مواجهة أيام الضيق والشدة والكوارث والأزمات التي يتخبط فيها ذلك المعوز المسكين ،ناهيك عن تواجدهم الدائم في بعض المناسبات ،مثل الدخول المدرسي ،الأعياد”عيد الفطر وعيد الأضحى ” ورمضان الأبرك “مائدة الرحمان لعابر السبيل والفقراء” …. إنهم شباب مدينة العرائش .
ويعتمد هؤلاء الشباب النافع على مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” الذي هو بمثابة قناة إعلامية أساسية،لتمويل تلك المبادرات الإنسانية الاجتماعية ،فالتبرعات التي تتلقاها هذه المجموعة الشبابية التي انبثقت من العالم الافتراضي الأزرق الفيسبوك” للقيام بأعمال خيرية ، يتبرع بها أصدقاءهم وأقاربهم وأعضاء صفحتهم الفيسبوكية وكل حسب قدرة استطاعته المادية .
ولضمان النزاهة والشفافية،يقدم هؤلاء الشباب نشرات إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”حول عملية التواصل مع المعوزين والفقراء ،وذلك قصد تبليغ الخبر للمتبرعين، سواء كانوا من المقيمين داخل المملكة المغربية أو مغاربة العالم ببلاد المهجر ، وكذا فتح قنوات جديدة لجمع التبرعات وتقديم معلومات الاتصال بالنسبة للراغبين الجدد في المساهمة لفعل الخير ،وقد تبين أن مواقع التواصل الاجتماعي منبرا هاما لجمع التبرعات من المحسنين ،ودليل قاطع على تسليمها إلى صاحبها بأمان وأمانة .
وقال الناشط الإعلامي “هشام الشكدلي ” حول موضوع الأسرة التي تعرض منزلها للحريق بحي المحصحص ، في تصريح لجريدة العرائش بريس ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” ،وتقدم بالشكر الجزيل لجميع المحسنات والمحسنين الذين ساهموا بالقليل أو الكثير مع تلك العائلة الفقيرة حسب الاستطاعة،وأشاد أن الفضل يعود لهؤلاء المتبرعين وأجرهم عند الله كبير،وكذاتضافر جهود جميع المتدخلين في هذه المبادرة ،خصوصا أعضاء المجموعة الشبابية التي عملت بجد وإخلاص لإذخال الفرحة والسرور على تلك العائلة التي احترق منزلها بالكامل ،لتحتفل بالعيد كاباقي الناس ،أما بخصوص وضع هذه المجموعات الشبابية الراقية بأخلاقها العالية ، أرقامَ هواتفها ،فإنه نابع من المهام المنوط بها في تجاه مسؤوليتها البالغة الأهمية في مجال العمل الإنساني الجاد والمسؤول ، وذلك على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي ،كل هذا من أجل تكريس مفهوم التنمية المستدامة لخلق مجتمع واعي ،تماشيا مع استرتيجية التنموية لبلدنا الحبيب “المغرب”.
وأكد الناشط الإعلامي”سعيدبن شريف – جلدي “في تصريح لجريدةالعرائش بريس،أن هذه المجموعة الشبابية جعلت هذه المبادرة الإنسانية في شهر الرحمة تبدو في أبهى حلة على شاكلة منزل أنيق جميل ومتواضع،خاتما الكلام ،هكذا تميزت الأجواء التي صاحبت هذا العمل الخيري الإنساني، بالتعاون وروح الأخوة التي أبانت عن روح المسؤولية تجاه أفراد المجتمع من طرف هؤلاء المجموعة الشبابية الجادة التي انبثق عملها النبيل من مواقع التواصل الاجتماعي ،مانسميه نحن بالعالم الافتراضي .
وأشار الناشط المدني ” جواد رحيم ” في تصريح لجريدة العرائش بريس، أن دور المجموعة الشبابية العرائشية يعتمد على جمع التبرعات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” ولا تكتفي فقط بتقديم الأعمال الإنسانية الخيرية للضعفاء والمساكين ،بقدر ما أنها تشارك في جمع تبرعات العمليات الجراحية وتعمل مع اقتراب عيد الفطر على جمْع التبرّعات لاقتناء كسوة العيد لفائدة أبناء وبنات الأسَر المُعوزة. وعيد الأضحى شراء الأكباش للفئة الفقيرة وعند الدخول المدرسي شراء الكتب ولوازم الدراسة للتلاميذ والتلميذات من العائلات المسكينة … وبالنسبة لها “كل يوم عمل خير جديد ”.
هكذا يساهم شباب مدينة العرائش عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي التضامني و التآزر الإنساني أمام الوقع الاجتماعي المزري والاقتصادي الكارثي . إنهم شباب الخير والعطاء وقاطرة المستقبل بمدينة العرائش .