ان غدا لناظره لطالع قريب
العرائش بعد الكوفيد.
بقلم : هشامالشكدالي
سننتظر كالعادة قرار وزارة الصحة في السادسة مساءا،سيبدو المسؤول المتكلم فرحا،لن نرى رعشة الخوف من الارقام،الكل مجتمع حول المائدة المستديرة يلتقط بعناية وتركيز ما سيخبرنا به،اب الاسرة يقترب من التلفاز ويردد اسكت العايل خلينا نسمعوا…
الحصيلة 0 حالة لهذا اليوم،الغد نهاية الحجر المنزلي،كوفيد قضي عليه والحياة ستنبثق من جديد.
الاسرة تصيح فرحا الحمد لله،الهلاهل تصدح من النوافد وحالة هيستيرية بالفرح بهذا الخبر،الكل استبشر بحلول اقدس الشهور رمضان الكريم وادعيات الصبيان تحققت.
الشوارع تنبض روحا،محلات الاكلات الخفيفة تستعد لنشاطها التجاري من جديد،الكل ينظف واجهات و مساحات مقهاه …اكشاك الزريع ومحلات الملابس و بائعي الكالينطي والشامية يوزعون طلباتهم البسيطة بفرح كبير.
بالشارع المقابل المارة يتعانقون لطول فراقهم،قهقهات وتجمعات صغيرة هنا وهناك،الكل يردد توحشناك اصحبي…توحشتك اصحبتي….
ويك شحال غلضتي …ويك شحال تغوفلتي…الحلاق افتقد مقصه لايام وسيحتاج اليوم لمزاج حسن وكبير لارضاء زبائنه لانهم فقدوا ملامح تحليقتهم المعتادة،سيلقي بمقصه السحري لاعادة اللمسة الفنية على دقونهم ورؤوسهم.
المقاهي وضبت الكراسي والنادل اثر العرق على جبينه ويوزع ابتسامته على زبنائه الذين لم ينسى طلباتهم المعتادة..كاس اتاي معشب باللويزة ياك اخاي….نتا نص نص…..
بائع الشوارما تسابق يديه النار التي تداعب الدجاج المشوي والملفوف،يسائل زبونته بالخص والبصلة ولا بلاش…
بائع اللباس التقليدي بقلنسوته وجلبابه يوزع بعينه النظرات على الزبناء المكتظين بمحله الذي افتقد هاته الفوضى التجارية من زمان.
بالمحطة الطرقية ستسمع القصر العرايش بلاصة زيد الالة ….بائع زريع وديطاي يتلوى بين المسافرين ويردد زريعة كاوكاو كلينيكس.
الكل يمارس حياته كسابق الايام التي سبقت ايام كورونا التي شلت حياتنا.
بساحة المرسى تجار السمك يفترشون بضاعتهم ويعرضون سلعتهم في محاولة اقناع زبائنهم،الصول اطري اسيدي…السردين ديال لبلاد هانتي شوف باقي بالشكامة….الكامبا بوعراقية….
رائحة السردين المشوي تزكم الانفاس،طاولات مقاهي شوايات السردين ممتلئة وازدحام.
الروح انبعثث من جديد والكوفيد ذكرى حزينة للوطن وللعالم اجمعين.
قرأت كل ما سردت وتخيلت ورسمت كل اللوحات ،يمكن ان يتحقق ذلك وان نحيى كل ذلك من جديد،ستقول لي كيف ذلك؟
سأرد عليك :ابقا فدارك والله حتا نعيشوها غي بقا فدارك ..