وطنية

كيف حالك أيها المتشرد

بقلم : هشام الشكدالي

كيف حالكم أيها الساهرون الحالمون الواعدون الولهانون في ليلة باردة يخترقها زفيف رياح شتوية جعلت منك كباندا ملتحفا بطانية مزافيل تدغدغ انامل من جاد عليك الزمان بها وتنتظر لحظة الاغماء الكلي كسلطان ليلته .
كيف حال المدثرون بأسمال رثة وأحدية راشية بالية نحثها ظفر شبيه بمخلب نسر ولحى غطت ملامحمهم التي كانت تشبه ملامحكم يوما ما.
كيف حال بطنك التي تسابق خسرك وقد تمنعك من رؤية اسفل سرتك والممتلئة بفواكه وموائد و مكسرات وحلوى لذيذة.
كيف حالهم وهم يفتشون مخلفاتنا غير مبالين لا بالمارة أو بما يشاهدوه في بطن تلك الحاويات الكريهة بعصاراتكم الدنيئة بروائح تزكم العين قبل الأنف.
كيف أحسست وانت خارج من حمامك الدافئ ملتويا ببنوار أخضر ككرمبة مكركبة مطأطئ الرأس تسابق خيالك لتصل لفراشك الوثير بعد دوش ساخن مريح.
كيف هي أجسادهم المتسخة وشعرهم المكبل والذي غزته جحافل قمل و صيبان خالقين عالم موحد من البأس واليأس فيما بينهم.
أفكرتم في لياليهم الباردة الطويلة مثل هاته التي نعيش ؟
لا باس في ان تنظر إلى دولابك وتلملم منه ما تيسر من ملابس نظيفة وأحدية وتضعها في يديك وتسلك السبيل وتمدها لذلك المتشرد الذي يلتحف البرد ويقاوم تجمد قلبه من ليالي قاسية باردة مثل التي نحياها اليوم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق