ملتقى العوامرة الثاني للزجل دورة الزجال احمد حمانو تحت شعار ” الزجل هويتنا الجماعية “.
تقرير : محمد زيطان
نظمت جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل ملتقى العوامرة الثاني للزجل دورة الزجال المبدع احمد حمانو ،تحت شعار ” الزجل هويتنا الجماعية ” يومي 29و30 يونيو 2019 ، بتعاون مع جماعة العوامرة ، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بالعرائش ، والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بالعرائش ، تنسيقية جمعيات جماعتي العوامرة زوادة ، جمعية اسميد الماء للتنمية والتعاون والنقل ، جمعية شباب العوامرة لألعاب القوى ، وجمعية اتحاد المجتمع المدني بدوار الرحامنة بالعرائش.
شهد اليوم الأول من الملتقى فقرات متعددة ومتنوعة ، منها استقبال ضيوف الملتقى بايقاعات موسيقية لمجموعة عز العرب للتراث الشعبي بالعوامرة ، والثمر والحليب سيرا على كرم المغاربة.
قام بتنشط هذه الفقرات وقدمها، بمهنتيه المعروفة، الزجال والشاعر الغنائي الاستاذ جعفر الوراقي ، افتتحها بكلمات ترحيبية ، بالحضور والمشاركات والمشاركين في الملتقى الذي يحتفي برائد من رواد القصيدة الزجلية بمنطقة العوامرة الزجال احمد حمانو ، عنوان شخصيته التحدي، تم تطرق لسياقه في المحافظة على الموروث الثقافي الشعبي لمنطقة العوامرة وتنشيط الحركة الثقافية بها، وخلق صلة وصل بين المبدعين المغاربة، مع سعي ادارته جاهدة إلى تكريسه كتقليد سنوي ، أملا في أن يصبح ملتقى العوامرة من أهم الروافد الأدبية في الساحة الثقافية المغربية.
كما امتن وشكر رئيس الجمعية وكل أعضائها الاجلاء وكل القائمين على الملتقى لمعانقة هذه المبادرة بكل حب، خدمة للزجل والشعر والمبدعين ،كما قدم الشكر لكل من تكبد عناء السفر من أجل حرف صادق وبحث عن روح الاخوة، ولكل من تعذر عليه الحضور للملتقى.
بعدها اعطيت انطلاقة الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الشاعر الغنائي الاستاذ عبد السلام الجيد، فترديد النشيد الوطني المغربي.
في كلمته بالمناسبة رحب رئيس جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل السيد محمد زيطان بالحاضرين وحياهم برحيق المحبة وافئذة تنبض بالمودة كما رحب بالمشاركات والمشاركين بعدد ما نثروا وازجلوا من حروف وما ازهرت ارض العوامرة بعطر الورود وتوهجت فرحا بقدومهم.
كما ذكر بأن هذا الملتقى يأتي في إطار الانشطة الثقافية التي خططتها جمعيتهم ، إحياء للتراث اللامادي لمنطقة العوامرة وإبراز مبدعيها، وتكريمهم ، كما فعلت في الدورة الأولى من الملتقى ، حيث كرمت الزجال العمراني السريتي ابن العوامرة، تكرم حاليا في الدورة الثانية الزجال العصامي احمد حمانو ، إنه زجال بالفطرة والسليقة ، تشم في زجله رائحة الأرض، وانتقاده للجحود الاجتماعي، وهو حاتمي ومبدع في حياته.
وباسم أعضاء جمعيتهم شكر كل من ساعدهم وساهم معهم في إنجاح هذا الملتقى، بدء باللجنة الأدبية والعلمية التي لم تبخل عليهم بآرائها المنيرة، والمكونة من الأستاذ الميلودي الوريدي، الدكتور عبد السلام دخان ، والأستاذ محمد أكرم الغرباوي ، بالإضافة إلى الشاعر إدريس علوش، كما شكر جماعة العوامرة في شخص رئيسها الدكتور مصطفى افريحة، وكل أطرها وأعوانها على دعمهم اللوجيستيكي المهم بمنحه قاعة الاجتماعات ودار الضيافة ، فمديرية وزارة الثقافة والاتصال بالعرائش في شخص مديرها الأستاذ أحمد اشرقي، ومديرية وزارة الشباب والرياضة بالعرائش في شخص مديرها الأستاذ عبد الهادي الزوهري ، وتنسيقية جمعيات جماعتي العوامرة زوادة برئاسة الأستاذة مليكة الموساوي ، ومن خلالها لكل أعضائها الطيبين، وجمعية اسميد الماء للتنمية والتعاون والنقل المدرسي في شخص رئيسها الفاعل الجمعوي النشيط السيد احميدو الرويشتي ، فجمعية شباب العوامرة لألعاب القوى برئاسة الفاعل الجمعوي السيد محمد لحسيكة ، وجمعية اتحاد المجتمع المدني بدوار الرحامنة بالعوامرة في شخص رئيسها السيد التهامي الشياك، والفاعلة الجمعوية الصحفية والباحثة الاجتماعية كوثر الرواز ، وكل أعضائها ، كما شكر وسائل الإعلام المواكبة لنشاط جمعيتهم منها جريدة صوت العدالة بالرباط ، وجريدة العرائش انفو وجريدة ليكسوس بريس ، والشكر موصول للمساهمين والداعمين لهذا الملتقى السادة: رضوان شادلي وخالد زيطان وسعيد اوحدة، دون أن ينسى كل أفراد عائلة رئيس الجمعية محمد زيطان وعائلة المحتفى به الزجال احمد حمانو والزجال الغيواني الأستاذ ابراهيم الرامي ، على مساعدتهم المادية والمعنوية، كما شكر مدير دار الشباب العوامرة السيد المختار بن دغة ،ومقدم ومنشط الملتقى الأستاذ جعفر الوراقي ،وكل الفرق الموسيقية منها مجموعة الشعاع بالعرائش، ومجموعة عز العرب للتراث الشعبي بالعوامرة ، والفنان المطرب الأستاذ مولاي أحمد الإدريسي الطبري ، واخيرا جدد الترحاب بالجميع وبأهل العوامرة التواقين للجمال والأنشطة الثقافية.
جاءت كلمة مديرية وزارة الشباب والرياضة بالعرائش مفعمة بالترحاب وتشجيع أعضاء جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل على لسان مدير دار الشباب العوامرة السيد المختار بن دغة ، ثم تناول الكلمة مدير المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة الأستاذ عبد الهادي الزوهري.
فيما تناول الكلمة الأستاذ محمد الصمودي النائب الأول لجماعة العوامرة نيابة عن الرئيس شكر اعضاء الجمعية على تفانيهم واصرارهم الدؤوب على الحفاظ على الموروث الثقافي الشعبي لمنطقة العوامرة ، عبر مثل هذا الملتقى، متأسفا على عدم دعمهم المادي لهذا النشاط.
تناسلت العبارات وابدعت كلمات مفعمة بالود والوفاء والتقدير لتجربة الزجال المبدع احمد حمانو الإنسان في حياته حيث الكرم والجود ما يطبع شخصه الكريم فهو مربي مثالي لابنائه وراع لكل افراد اسرته وزوج بار بوالدته وبزوجته السيدة المحترمة منانة العمراني ، فيما اجمعت شهادة الأساتذة وهم ياسر صلاح حير، محمد مرزاق ، اجديعة مصطفى ، عبد السلام السلطاني و رفيق دربه على مدى ثلاثين سنة الزجال الغيواني ابراهيم الرامي ، على أن الزجال احمد حمانو اجتمع فيه ما تفرق في غيره من كرم وأخلاق ونبل وصفاء السريرة، وعلى مستوى ابداعاته فهو يمتاح مواضعه من محيطه المعيش المرتبط بالأرض، وينحثها على عذرية البياض لتفجر مكنوناته الإنسانية مشخصنا الجماد والحيوانات ، انتقادا للجحود الاجتماعي ، ومستلهما من صناعة الخالق بوادر الأمل والجمال، غير مبال ببناء القصيدة وأشكالها..
تحت تصفيات الحاضرين ووقوفا له استقبل المحتفى الزجال احمد حمانو ، الذي عبر عن سعادته وهو متواجد بين إخوانه وأخواته وأهله، وان عجزت الكلمات على النطق، في مثل هذه المواقف، شاكرا كل من قدم شهادة في حقه، حيث تقاسم معهم جولاته الثقافية والفنية مشاركة، إبداعا وتنظيما ، في ربوع المغرب وتونس، كما ترحم على ابيه الذي رباه وإخوانه تربية حسنة، ودعاه لاطالة عمر والدته، فهو يعيش تحت ظل رضاهما، إذ وهبه الله زوجة صالحة أمنت بيته الداخلي وساعدته على تربية أبنائهما، فهي حصنه المتين يرجع لها الفضل لما هو عليه الآن، بعد ذلك شنف مسامع الحاضرين بما جادت قريحته من ازجال ضمنها في ديوانه الزجلي الجديد ” حروف الصابرة “.
لتوضيح مضامن كتاباته الزجلية وشكلها، قدم الناقد الأستاذ الميلودي الوريدي ورقة نقدية لديوانه الزجلي الجديد “حروف الصابرة” ، موسومة ب ” الزجل العامي خصيصات النسج وبناء المعنى في حروف الصابرة “، تحدث فيها عن هيكلة القصيدة الزجلية في الديوان وافرد تحليلا لنصه الموازي متمثلا في عنوانه حروف الصابرة وعلاقته الدلالية بشخصية المؤلف الزجال احمد حمانو.. معتبرا قراءته للديوان ليست شاملة بل هي فاتحة تاويلية له، تبقى رهن المتلقي ليضيف على الديوان دراسته..
وتكريسا لمبدإ الاعتراف جاءت لحظة تكريم الزجال المبدع احمد حمانو من طرف رئيس وجل اعضاء جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل ، بمنحه درع الدورة وشهادة تقديرية ، اعترافا منهم بمجهوداته المتميزة المبدولة في المجال الاجتماعي والجمعوي اسعادا للإنسانية ، وفي المنحنى التعبيري عن أحاسيسه وتدوينها شعرا وزجلا اغناء للساحة الثقافية المغربية. كما تسلم باقة ورد من يد ابنة أخيه عمر، كعربون محبة وتقدير له، وكذلك تفضل بهدية من صديقه الأستاذ حميد الصنهاجي، وفي اليوم الثاني قدمت للمحتفى به لوحة تشكيلية عبارة عن بورتري انبهر به الحاضرون واسعد به الزجال احمد حمانو ، وهو من انجاز الفنان التشكيلي والشاعر محمد تاقي هدية منه ومن جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل..
شارك الزجالون والزجالات المحتفى به الزجال العصامي احمد حمانو فرحة تكريمه بقراءات زجلية متنوعة بتنوع مناطقهم بالمغرب هن وهم : فتيحة لمير وعلية خالف (برشيد )، فايزة حمادي (الرباط) ، قاسم لبريني ( سلا) ، سميرة جودي (مكناس) ، احميدة بلبالي (تيفليت) ، ادريس المريني وعبد الحميد مومن ( القصر الكبير ) ، وادريس جبيلو ( العوامرة). رافقهم موسيقيا الفنان والمطرب مولاي أحمد الإدريسي الطبري.
بعد توزيع الشواهد التقديرية على المشاركات والمشاركين في ملتقى العوامرة الثاني للزجل تقديرا واعترافا بمجهواتهم القيمة في انجاحه، استمتع الجمهور الحاضر للملتقى باغاني جميلة من روائع الظاهرة الغيوانية تفنن في أدائها فنانو مجموعة الشعاع من العرائش.
ليختم اليوم الأول بتوقيع الزجال احمد حمانو ديوانه حروف الصابرة لمحبي وعشاق الحرف.
اكراما للضيوف والمشاركات والمشاركين اقامت الجمعية وجبة عشاء على شرفهم.
عرف اليوم الثاني من ملتقى العوامرة الثاني للزجل ندوة علمية أدبية معنونة ب ” الزجل المغربي وأسئلة التحول ” ، تفضل بتسيير فقراتها باحترافيته المعهودة الأستاذ محمد أكرم الغرباوي، وأطرها كل من الدكتور أنس امين الذي اشاد بالحراك الثقافي في العوامرة، ووسم مداخلته ب ” بلاغة الدهشة في ديوان حروف الصابرة ” للزجال احمد حمانو.
أما الأستاذ احميدة بلبالي فتناول في مداخلته التحولات التي عرفتها التجربة الزجلية بالمغرب، ابتداء من سنة 1976، مع صدور اول ديوان زجلي معنون ب”الرياح التي ستاتي” للزجال احمد المسيح.
ثم الدكتور عبد السلام دخان الذي تكلم عن قلقه الابيستيمولوجي بخصوص الزجل المغربي، فعنون مداخلته ب” مرجعيات النص الزجلي وتحولاته الزجلية”.
نظرا لأهمية مواضع الندوة طالت مدتها وشدت اليها انتباه الحاضرين فاستفاضت مناقشتها بتدخلاتهم التي اغنت اللقاء ، واشادوا بها.
بعد توزيع الشواهد التقديرية على الأساتذة الأفاضل المشاركين في الندوة، اعطيت الكلمة الختامية لنائب رئيس جمعية العوامرة للثقافة والفنون والتواصل الزجال المبدع ابراهيم الرامي ، جدد فيها شكره للمشاركات والمشاركين زجالات وزجالين ومجموعات غنائية واللجنة العلمية وأعضاء جمعية اوركيدا على دعمهم المعنوي ،وكل من ساهم من قريب اوبعيد في إنجاح هذا الملتقى. ليضرب معهم موعدا في الملتقى الثالث السنة المقبلة بحول الله.
تناول المشاركون والمشاركات وجبة الغذاء ،واستودعهم أعضاء الجمعية شاكرين ومقدرين اياهم على تحمهلم مشاق الطريق ذهابا وإيابا لحضور الملتقى الذي ترك انطباعات جيدة لدى الضيوف والجمهور والمشاركين.