جهوية

إقليم العرائش … ليس صغيرا وسكانه ليسوا بصغار

بقلم : جمال السباعي

هي لازمة ترافق اسم إقليم العرائش حيثما ذُكر، “العرائش إقليم صغير بشمال المغرب”، لازمة جعلتنا نحن سكان هذا الإقليم نقتنع بصغرنا، فصرنا لا نرى أنفسنا إلا في الصفوف المتأخرة في كل المجالات، فلا نرى أنفسنا إلا هواة في الرياضة، و جنود خلف في السياسة، وعمال بسطاء في الإقتصاد، وخوادم في السياحة وبيادق في الإعلام.

لسنا كذلك، فإقليمنا كباقي أقاليم هذا البلد، به نفس شروط العيش ونفس تحدياته، به نفس شروط النجاح ونفس ظروف الإخفاق، فقط ينقصنا تغيير زاوية الرؤيا والصعود للأعلى لنشاهد العالم من فوق، حيث سنرى أن النجاح ليس أن تكون الأفضل داخل حيك بل أن تكون الأفضل في كل أحياء الأرض ولكم في أسماء تعيش بيننا مثال.

ففينا من بدأ بسباق صغير يشارك فيه هواة من المدينة، ثم رفع زاوية رؤيته ليحول نشاطه إلى محطة دولية يشارك فيها كل محترفوا الأرض ولكم في رئيس الجامعة الملكية المغربية للترياتلون امجيد أمهروق خير مثال، ولنا في من بدأ برئاسة جمعية للمقاولين الشباب بالإقليم ليصبح رئيسا للكنفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة ورئيسا للكنفدرالية الإفريقية للمقاولات الصغيرة والتي تضم عشرات الدول الإفريقية، ليصبح الناطق الرسمي باسم المقاولة الصغيرة وطنيا وإفريقيا، السيد عبد الله الفركي خير مثال، ولنا في فريق ليكسوس العرائش الذي بدأ كجمعية رياضية بقسم الهواة وصار أحد أهم أندية القسم الممتاز والتي تنافس كبار هذا البلد على الپوديوم في كل المواسم، خير مثال، ولنا في فريق لوكوس القصر الكبير الذي يتسيد مشهد كرة القدم داخل القاعة، المتوج بكأس العرش والمتزعم للبطولة والذي صار حلم كل الفرق هزيمته، خير مثال، ولنا في مبدعين بدءا بكورميتراج تدور احداثه بين أزقة المدينة ليصلا إلى كل الشاشات الصغيرة والكبيرة، عبد السلام الكلاعي والشريف الطريبق، خير مثال.

ولنا في أصحاب النجاحات الفردية الذين انطلقوا من أحياء الإقليم لتتخطى شهرتهم البلد بأكمله، مثال، حيث اكتشفوا من مواقعهم الجديدة، أننا فعلا لسنا صغارا، فلا يوجد اليوم من لم يستمع لإبداعات إبن حي الناباص موسي، ولا يخفى عليكم صيت العالمي مراد، ولا شهرة حارس أحد أهم شخصيات عالم الكرة، ابن المدينة العتيقة هشام الحارس الشخصي للأسطورة رونالدو.

لسنا صغارا، فقط ينقصنا تغيير تلك الزاوية الصغيرة التي نشاهد منها محيطنا الخارجي والتي تجعلنا نرى كل أهدافنا صغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق