ثقافية

الكسكس بين الحاضر والماضي

بقلم : هشام الشكدالي

الكسكسبينالحاضر_والماضي

من الطقوس الجميلة الموروثة التي بدأت بالانزوال من بيوتنا التي اصبحت رتيبة في موائدها هي وجبة الكسكس ليوم الجمعة.
ففاش كنا صغار يوم الجمعة هو يوم الاستثناء لوجبة تاريخية لنا كمجتمع مغربي وكذا يوم ديني بامتياز للاسر المغربية والاسلامية ككل،فهو يوم مقدس للتعبد ولصلاة الظهر جماعة بالمسجد ويوم للتطهر وللتميز بلباس غير المعتاد والتأنق مصداقا لسيرتنا النبوية و الاسلامية.
كما انه يوم الكسكس المغربي،المؤرخ تاريخيا للعاشر الميلاد وذكر عند الكثير من المؤرخين في كتاباتهم التاريخية ويقال سيكسو عند الامازيغ.
وهاته الوجبة الفريدة مصنوعة من طحين القمح او الذرة حيث تقوم الامهات بما يسمى تفويره بالدارجة واعداده بمجموعة مهمة من الخضار والبهارات وكذا كمية من اللحوم ويقدم عادة داخل قصعة لاعطائه رونقه التاريخي.
والكسكس مند صغرنا عهدنا جداتنا تقمن باعداده وهن مشمرات اي يقمن بجمع اكمام هندامهن او عادة قفطانهن ب مشمرة (لاستيك) ويضعن امامهن معدات معروفة بورمة …كسكاس …مغرفة….بمعنى ان الطبق مقترن بادوات خاصة لا يمكن الاستغناء عنها وهي اساسية وضرورية للوجبة.
فكانت رائحته تصول وتجول بين دروبنا قبل الزوال استعدادا للمة الاسرة والاحفاد والجيران كذلك بحجة ان الكسكس يأكل مع الجماعة،ومن هنا نستنبط دوره الاجتماعي في لم العوائل والاسر ولمهم وتكسير حواجز البعد و المشاغل التي تفرفقهم عادة.
الكسكس اليوم انتقل من البيوت الصغيرة لعوائلنا للعالمية واشتهرت الاسر المغربية به بل اصبح وجبة وركيزة لتسويق الاصالة المغربية وتفننت الجهات المغربية في مائدته فنجد كسكس 7 خضر…كسكس بالزبيب …واصبحت امور اخرى تصاحبه كاللبن مثلا…..وغيرها…
لكن نظرا للالتزامات الكثيرة لعوائلنا وكذا الزخم الكبير للانشغالات والتحضر الكبير الذي اصبحنا نعيشه ودخول المؤكولات الخفيفية داخل بيوتنا بدأ هذا الطبق في ايجاد مكانته داخل زخمنا الاجتماعي بل العديد من الاسر تخلت عن اعداده.
لكن تبقى رسميته وقيمته الغدائية والتاريخية راسخة بالعديدة من الاحياء الشعبية وكذا العديد من المطاعم والبيوت التي لا يمكن ان تتخلى عن طهيه ورسميته المؤكدة في تشكيلة المائدة بعد ظهر كل يوم جمعة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق