ثقافية

شهادة اعتراف في حق المرحوم ع. الإله نور، كمناضل صادق وكمثقف ودبلوماسي أكادمي وكعرائشي غيور

بقلم : ع.اللطيف الكرطي

في إطار نشر ثقافة الاعتراف والتقدير للوجوه الصادقة والاكدمية بالعرائش ، و التي تركت أثارا فكريا قيمة ،ونضاليا سياسيا محترما بالمدينة، و بصمت بمواقفها السياسية و الجمعوية،أثارا إيجابيا على الصعيد المحلي والوطني والدولية .
.
نجد من بينهم هؤلاء الصادقين ،المرحموم ذو الوجه
البشوش ،عبد الاه النور.

إنه صديقي الدكتور في العلوم السياسية إبن هذه المدينة.
عرفته كمناضل وسياسي غيور على المدينة، وكشخصيةمثقفة، تركت بصمات قوية على مسار حياتي .
كانت علاقتي معه من نوع خاص، رغم اختلاف مرجعيتنا وتوجهاتنا ،وهذا من مميزاته الخاصة،فقد كان يحترم القيم الروحية والثقافية للاخرين،وخاصة أصدقاءه المقربين.
أحببته منذ أيام الدراسة الاولى، من خلال مواقفه الرجولية والنضالية،أيام الإضرابات الطلابية في السبعينيات القرن الماضية ، فقد دافع علي وأقام احتجاجا قويا واضرابا من أجلي ؛ عندما اتهمت بكتابة أشياء على جدار المؤسسة وباب القسم بثانوية التجيريا (مولاي محمد ابن ع.الله بالعرائش)،سنة1974.
كان رحمه الله سندا إلي في كثير من المواقف النضالية والجمعوية، وكنت أعتز وأفتخر به كمثقف أكادمي،وكمناضل سياسي محنك،وكعرائشي غيورعلى المدينة وعلى الوطن ككل .
فرقتنا دروب العمل لمدة طويلة، وجمعنا العمل الجمعوي مرة أخرى بمدينتنا العرائش ، كأعضاء مسييرين لمركز الدراسات والبحوث حول العالم الاسباني،برفقة الاخوان مصطفي الحر، والمختار الغيلاني،ومحمد مبشور، ومحمد الشرقي، والعربي الشاوي وع.الرحمان العمراني و……
كان بالحق مفخرة لكل العرائشيين الغيورين على مدينتهم ،وكانت نظرته الاستشرافية تهم العمل السياسي والتنموي بالمدينة،وكان يبحث عن العناصر الصادقة التي تشاركه هذا الهم من أجل النهوض بالمدينةوتنميةالمنطقه ككل.
انتقل الى الرفيق الأعلى بشكل مفاجئ ،فكان بالحق خسارة لمدينة العرائش،وخسارة للوطن ،وخسارة للدبلوماسية الموازية التي كان يتقنها لصالح البلاد داخل الوطن وخارجه.
لم يكن قط في حياته اسغلالي. أو مصلحي،ولم يستغل منصبه الحزبي ولا علاقته الدولية في تسلق السلاليم السياسية ولا السلاليم الوضفية ،كما هو حال ساسة الاحزاب والنقابات والجمعيات الاسترزاقية اليوم “خدام الدولة” الذين يحلمون فالفوز بمتيازات الدولة،ولو قطعة أرضية “فابور”
ورغم انه ورث الكثير من الممتلكات العقارية عن والدته، وإغرائه بوضائف سامية….؛ عاش رحمه الله بسيطا متواضعا في حياته، تابة في موافقه، ولم يغير قميصه السياسي رغم التقلبات والاغراءات،وكان معارضا شرساضد التقسيمات الحزبية والانشقاقات النقابية ، وحافظ على الخط النضالي لسابقيه باحترافية وثبات، وكمثقف أكديمي صادق،وكجمعوي نقي ، ومتمكن من تحركاته في مجال الدبلوماسية الموازية التي شرفت المغرب في كثير من المحافل الدولية.
وقدكان له الفضل في التعريف بمدينة العرائش وبعدها الاستراتيجي والاقليمي.
وكذلك التعريف بالقضايا الوطنية الكبرى ،وعمل على استقطاب عدد كبير من المثقفين الاكادميين الوطنيين والاجانب إلى العرائش،وفي تكريم شخصيات مرموقة كالمرحوم محمد بنعزوز المؤرخ التطواني المقتدر، و الكاتب الاسباني ابن مدينة العرائش خوان……
حاورته بواسطة الإعلام الرقمي في كثير من المواضيع السياسية والاقتصادية و الدبلوماسية التي تهم البلاد عامة و إقليم العرائش خاصة ،فكان لايبخل علي بالإجابة الصريحة،وإعضاء رأيه الاكاديمي في كثير من المواضيع إقليمية ودولية،وخاصة علاقة المغرب مع اسبانيا ،ومع جيرانها، ومع باقي دول امريكا اللاتنية ……..
فكثير من خرجاته الصحافية والاعلامية مازالت محافظة بها في ارشيف المواقع الالكترونية،( العرائش سيتى،والعرائش نيوز،والعرائش انفو )
ومن الاشياء التي لا يعرفها كثير من أصدقائه ومعارضيه…………..
.انه كان رحيما، وعطوفاعلى الأسر الضعيفة، وعلى الأطفال اليتامى الذين يحتاجون للدراسة وللتمريض والمساعدة الطبية،وكان يساعد في خفاء،عندما يطلب منه ذالك ،او عندما يمر بحدث انساني أو اجتماعية….
وكان من المدافعين عن المدرسة الوطنية، ويعارض تعليم المغاربة في المعاهد والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وكان من القلائل في العرائش الذين يستيقضون باكرا مع طلوع الشمس ،وينام باكرا ،ويخصص وقتا للمطالعة والبحث والتنقيب العلمي عند الصباح الباكر وفي المساء.
وكان مداوما على اقتناء الصحف اليومية بنوعيه من عند مكتبة الشرقي ( مكتبة الداميين) وخاصة الصحيفة التي تمثل تياره السياسي…….
وكان محبا للنكتة والتروح عن النفس، ومحبا للسفر مع اصدقائه، وكان اصدقاؤه المقربين يعشقون السفر معه،لانه كان يمتعهم بمستملحاته ،وعلمه وثقافته الغزير في مواضيع شتا.

رحم الله صديقنا ع.الاه النور، وجعله من المغفورن لهم في الدنيا والآخرة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق